سَيِّدي محمَّد العيد
ابن الخليفة سيَّدنا الحاج علي التّماسيني رضي الله تعالى عنهما
هو الذي ورث سر الخليفة والده بعد وفاته من بين سائر اخوته مع أن منهم من هو أكبر منه سنّاً ومن اخوته من جاء إلى تونس وطلب من قائدها سفينة يحجّ فيها وأجابه القائد بأنّها غير موجودة فقال للقائد: " إن لم تعطني سفينة أحجّ عليها آمر البحر أن يبتلع تونس فأرسل القائد إلى ولي كبير في تونس وأخبره بما جرى بينه وبين ابن سيدي الحاج علي التّماسيني وسأله هل يخاف من ذلك أو لا يخاف فأجابه الولي بأن ذلك واقع لا محالة إن لم يعطه سفينة فأرسل القائد إلى ابن الخليفة وطلب منه أن يعينه بالدّعاء على مجيء سفينة لتونس فجاء الله بالسّفينة فأخذها القائد وأعطاها له وركب معه فيها التجاني بن باب وسيّدي محمَّد العيد،هذا هو المعتبر اليوم في خطّ الجريد وتماسين وإفريقية وتونس ولا يخالفون أمره ولا يقتحمون نهيه يعترف بخصوصيته الخاص والعام .وألسنة الخلق للحقّ أقلام،وهو واخوته متزوجون ببنات سيدنا محمد الحبيب رضي الله تعالى عنه وهو باقي في قيد الحياة و الحمد لله فيما نسمع عنه عام تاريخ هذا الكتاب .
تعقيب:
وسيدي محمد العيد أخذ الإجازة عن والده الغوث التماسيني،وأخذ عن ابن سيدنا الشيخ رضي الله عنهما، وله من التصريفات والكشوفات مالا يسعه إلا ديوان وحده .وقد ذهب إلى الحج واجتمع بالشيخ عليش وأخذ بمجامع قلبه ولبّه،ومن كلامه قال حين رجع من طريق الحج المبرور:" منذ خرجت من تماسين حتى رجعت إليها ربح على يدي ثلاث رجال"، وأكبر تصريفاته حين وقعت الفتنة العظيمة بناحيتهم عام70 فرنسي من القرن الثالث عشر،فقد تصرّف في قائد النصارى وقلَبَهُ امرأة حين امتنع ممّا أشار عليه سيدنا محمّد العيد فأقرّ له وأذعن إليه إلى غير ذلك من مناقبه التي يطول عدّها بل وسردها.
ومن لي بحصر البحر والبحر زاخر* ومن لي بإحصاء الحصى والكواكب