المقدمة
الحمد للذي هو ستير يحب الستر فاستتر وراء رداء اسمه الباطن فكان بذاته الباطن وبرز في هذا الوجود بأن جعل الأكوان وعمرها بخلق لكي يعرفوه فعرفوه حق المعرفة فأبدع في هذا الوجود أي إبداع فكان اسمه البديع وبذلك ظهر فكان اسمه الظاهر بأسمائه وصفاته وإبداعه فالحمد له بأن جعل الحب مقره القلب والباطن ولا يحس به إلا من تذوقه فأقتبس الحب من اسم الجلالة الباطن فتبطن واستتر خلف هذا الجسد الكثيف , ثم اقتبس من اسمه تعالى الظاهر فظهر الحب وتجسد بصفات عدة إما دموع منهمرة أو طاعة مطلقة للمحبوب مع الأدب كما قال أحدهم إن المحب لمن يحب مطيع .
ثم الصلاة والسلام على من لا يكمل إيمان إمرء إلا بمحبته محبة خاصة الدرة الفريدة والياقوتة المفيدة سيدنا محمد وعلى آله عقد الجواهر وصحابته شموس الضحى ثم الرضا على خير الأصفياء بعد الصحابة والأنبياء سيد الصالحين والأولياء الشيخ سيدي أحمد التجاني وعلى خليفته سبب نشوة لهيب الأشواق والانغماس في نعومة ملمس الأشواك حبيب الروح والفؤاد وأنا خديمه أقبل تراب نعله الشيخ سيدي العيد التجاني التماسيني .
وهكذا تشاء الصدف ويفيض بحر محبة الشيخ سيدي العيد فيضا فيصبح بسبب هيجانه يتلاطم في أحشائي تلاطما لا مثيل له ويرغو ويزبد وتهب نسائم الشوق إليه ويزداد جمره ولهيبه توهجا وتدور رحى صدري بين مشاعري وأحاسيسي فتطحن ما تطحن ما بداخلي فينقشع الضباب والغبار وتتجلى فيها الفكرة والأفكار على هذا التأليف المتواضع الذي يحمل في طياته ما أكنه من محبة للخليفة سيدي العيد وما أخفي بين جوارحي , والذي أنا في محبته بين متعذب ومتلذذ منتعش بنشوة الحب ومتألم بلهب الشوق , أقطف ورود الحب الإلهي وأنا متنعم بانغماس شوكه في أصابع يدي وفي كل جسدي لذلك فقد اخترت لهذه الصفحات عنوان : (نشوة لهيب الأشواق ونعومة ملمس الأشواك), فمن خلال هذا العنوان تحس بمدى سعادتي وتنعمي بمحبة الشيخ سيدي العيد رغم ما أعانيه من لفيح اللهب وألم الجروح التي تخلفها نلك الأشواك وأنا سائر في طريقي دون تراجع ولا تردد حتى يقضي الله تعالى أمرا كان مفعولا . وإني والله لأرجو من وراء هذا العمل رضا سيدي وشيخي خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدي العيد التجاني التماسيني الذي شرفه البارئ تعالى بهذه المسؤولية وكلفه بحمل أعباءها .
وفي الأخير ليس لي أن أقول سوى أنني لا أنتظر من وراء هذا العمل أي شكر أو محمدة أو أبتغي من ورائه حب الظهور أو البروز ولكن هذا العمل هو نتاج ما أحس به داخل أعماقي ولم يتسنى له ولم يبقى له المكان من الثوران ففاض وخرج بحثا عن المتنفس وإني أرجو من الله تعالى أن يكون هذا المتنفس خير لي ولغيري من الذين يعانون ويتنعمون بمثل ما أحس وأشعر به .
بن ناصر مراد
بن لخضر