الفقيه الكنسوسي
اجتمع في الشيخ في حياته وأحبه ودعا له الشيخ وبشره بأمور وحضر جنازته والصلاة عليه إلا أنه ما أخذ عنه لحداثة سنّه في ذلك الوقت ولاشتغاله في تحصيل العلوم الظاهرة ثم أخذها بعد وفاته عن وارث أسراره وفتوحاته أراني إجازة سيدي عبد الوهاب بن الأحمر له وما رأيته حجر فيها عليه في شيء من أسرار الطريقة،أذن له في مرتبة صلاة الفاتح لما أغلق الباطنة فإنه أمره بذكرها ونهاه عن إعطائها،إلا أن شيخه المعتمد عنده سيدي مولاي محمد بن أبي النّصر رضي الله تعالى عنه وكان من أركان الطريقة وعلماء الشريعة والحقيقة وهو الذي بنى زاوية الشيخ التي بمراكش في أقلّ مدة وأغرب عدة من رآها يقول: " هذا البناء لا يحصل إلا في أعوام عديدة" وهو بناها في تسعة أشهر معدودة قال لي إنه أخبره بعض أهل الكشف أنه رأى العالم العُلْوي والسُّفلي يعملون في بنائها ومن رآها وعلم حالها في وقت بنائها يتحقق ذلك له خصائص وفضائل وأشعار و شمائل وتؤاليف ورسائل منها: (الحلل الزنجفورية على الأسئلة الطيفورية) ومنها(الجيش العرمرم) ومنها الجواب المسكت المشهور) وفيه أقول:
أُحبُّ من جُملةِ الأحباب إخوَانَـــــــــــا * كذا أحبُّ من الإخوانِ مَولاَنَــــــــــــــــــــــــا
أعني الفَقيهَ الذِي قدْ زَانَ مرَّاكِشــــــــاً * قَدراً وعلماً وأَسْرَاراً وعِرفانــــَـــــــــــــــــــا
كَنسوسِنَا المَاجدِ المِفضالِ من رُّفعَتْ * بهِ المساجِدُ تدْريساً وتبيانـــَـــــــــــــــــــــــــا
زَانَ المغاربَ والأوطانَ قاطبَـــــــــــةً * زانَ الأقَالِيمَ أقطَاراً وبُلْدانـَـــــــــــــــــــــــــــا
شيخٌ تفحَّلَ في الأسْرَارِ معرفَـــــــــــةً * وفاقَ في الفِقْهِ والقرآنِ أقرَانَــــــــــــــــــــــــا
وَفاقَ نحواً وفاقَ منطِقاً ادَبــــــــــــــــاً * وفَاق علماً بيَاناً فاقَ تَبْيانـــــــــــــــــــــــــــــا
جزاه عنّا وعن أهل الطريقة مــــــــن * قد زاده نعمةً في الحس مولانــــــــــــــــــــــا
وهو باقي والحمد لله في قيد الحيوة فيما نسمع عنه عام تاريخ هذا الكتاب وابنه سيدي عبد الله أيده الله تعالى في عمره ورزق المعرفة من صغره من خواص الطريقة ومن علماء الشريعة والحقيقة.