أمير المؤمنين عمر بن سعيد الفوتي
فتح الأقاليم والبلدان،وكسر الأصنام والأوثان،وأنار القلوب والابران ،وطهر السرائر والإعلان ، له سيوف ورماح حسيتان يجاهد بهما الخارجين عن الشريعة المحمدية وسيوف ورماح معنويتان في علوم الحقيقة ،وأسرار الطريقة التجانية.اتفق علماء عَصْرِهِ وأولياء قُطْرِهِ على أنّ الزّمان لم يسمح مثله وأنّه ممّن يقدر إذا تعطّلت الكتب من الدّنيا أن يمليها على النّاس من حفظه ولفظه وكم من واحد ألّف في كراماته تأليفاً مفيداً فلا قدرة لي هنا على إيرادها ذكراً وتعديدا إلا أني أتحقق فيه خمس مسائل:
- الأولى الاجتماع برسول الله صلى الله عليه وسلم في اليقظة.
- والثانية أدرك الأعظم الكبير
- والثالثة سماعه لكلام القلب.
- والرابعة وجود الإذن الخاص في التربية والإرشاد والدّعوة إلى الله تعالى.
- والخامسة الإذن الخاص في الجهاد .
سمعتُ هذه المسائل منه مشافهة وصحّحتها عنه معاينة، نشر الطريقة وبثها ورفع سقفها وسمكها.أخبرني أنه ربّما لقَّن الورد لألوف في وقت واحد وأن له تلامذ لمن الجن فيه،وفيه يقول تلميذه الواصل وصاحبه الفاضل العارف الكامل المختار بن وديعة الله المعروف بالشيخ بن يَرْكُي كما سيأتي في ترجمته إن شاء الله تعالى في قصيدة يمدحه بها:
هنيتم يا أهل فوت بكامـــــــــــــــــــل * طبّ كبير بالدواء مطبـــــــــــــــــــــــــــــب
لا شكّ في تخليفه عن شيخنــــــــــــــا * ختم الختوم ممدّ كل قطــــــــــــــــــــــــــب
إلى أن قال مخاطباً له:
هنيئت بالكنز المطلسم ســـــــــــــره * وبالاسم الأعظم خصّ بالهادي النّبــــــــــــي
وبفرد ياقوت ودور إحاطــــــــــــــــة * هل لامرئ من بعد ذا من مــــــــــــــــــأرب
وقال أيضاً في غير هذه القصيدة:
ألا أيها الشيخ المخلّف في الـــــــورى * عن الله يا سعد الورى بن سعيـــــــــــــــــــد
وهو القائل أيضاً فيه:
يا صاحب الوقت يا منصونا المرتضـى * يا شيخنا يا ولي الله يا عمـــــــــــــــــــــــــر
يا طلعة اليمن يا سعد الأنام ويـــــــــا * نور الزمان وسيف الله يا عمــــــــــــــــــــر
وفيه يقول تلميذه العالم العلاّمة البحر الفهّامة الشّهير محمّد بن محمّد عثمان صاحبَ حسم الجدال:
شيخ له جمع المهيمنُ ربُّـــــــــــــــــه * أمرين ما استلقى بجمعهما ولـــــــــــــــــــي
بعد الخليفة رابع الخلفاء بـــــــــــــــــا * ب مدينة العرفان سيدنا علـــــــــــــــــــــــي
وهب الخلافة في الظواهر والخــــــلا * فة في البواطن باندحاض المعطـــــــــــــــل
قد كَان في طبِّ القُلوبِِ خليفـــــــةَ الْ * خَتْمِ الممدِّ محمّديِّ المنهــــــــــــــــــــــــــــلِ
وخليفة الأُموى في ابراءهِــــــــــــــــَا * شرعَ الإلهُ بذكرِه المتنـــــــــــــــــــــــــــزَّلِ
وأشعارهما وأشعار غيرهما في مدحه كثيرة ليس هذا محلّ إيرادها فلا يطيق حصرها إنسان،وعنها يعجز اللسان، وفيه أقول:
فياعمر الشّيخ المولى حقائقــــــــــــــاً * تفوقُ وتعلو عن جميع الحقائــــــــــــــــــــقِ
جزاك إله العرشِ عنّا خصوصــــــــةً * وجَزاك أيضاً عن جميع الخلائـــــــــــــــــقِ
وابنه أمير المؤمنين أحمد الكبير وارثه ونائبه وخليفته أقامه الشيخ مقامه وأنزله منزلته وأنابه عنه في الأمور الدينيات والدّنيويات والأخرويات، أخبر الشيخ بذلك وسمع منه وصرّح به مراراً كثيرة حتى قال لأبنائه وسائر رعيّته:"من كان يطلب منكم مني شيئا من أمور الدين والدنيا والآخرة فليطلبه من أحمد"، وصار بعد ذلك كلما أتاه طالب حاجة يقول له:"اذهب إلى أحمد واطلب منه ما تطلب فإن أعطاك ذلك فذلك وإن لم يعطيك فأنا لا أعطيك"