في زمن مضى كان المتوكل على الله العبد الجامح عن الحقيقة يقتحم الحدود دون تردد, يسير في الشوارع والأزقة والظلمة ضاربة أطنابها, ظلام حالك لا رؤية حقيقية, زيادة على تلك الظلمة سحاب من فوقه سحاب فاكتملت ثلاثية الظلمة , ظلام من فقه ظلام من فوقه ظلام , ظلمة السحاب على ظلمة الليل على ظلمة البصيرة, وتمر الأيام والليالي والعبد الجامح عن الحقيقة على تلك الحالة , وإذا بنور يسطع فيشق كل تلك الظلمات الثلاث ويصل شعاعه إلى القلب فتستضيء البصيرة فأبصرت فوجد المسكين نفسه على حافة الهاوية , فتراجع ثم اخذ يرى هنا وهناك متتبعا مصدر الأشعة الوضاءة فوجد نفسه ينظر على شمس قد طلعت في سماء قلبه لم يستطع النظر إليها ولكنه تتبع وجهتها رويدا رويدا حتى وجد نفسه في شاطئ النجاة والأمان فعرف العبد الصالح الحقيقة وأرجع كل ذلك الفضل على الخالق ثم إلى تلك الشمس الوضاءة الذي لم يدم طويلا حتى عرف حقيقتها ألا وهي وجه الشيخ سيدي العيد وطلعته البهية وتربيته المحمدية الأحمدية هناك عرف المسكين انه يوجد من يطفئ نور الشمس بطلوعه عليها ويخسف البدر متواريا من الاستحياء .