سألت يوما عن الحب أناسا مشهود لهم بالولهان في أمور الحب والتيتم فيه والإبحار في أعاليه وكذا مناورة أمواجه ورياح الشوق العاتية الساخنة , الزمهريرة الشديدة التي ترمي بشرر كالقصر , هذه هي أوصافهم التي وصفت لي عنهم , لذلك فقد قصدتهم علني أجد عندهم دوائي من دائي وشفائي من علتي وسقمي , حلقوا حولي جميعهم وقالوا لي ياهذا صف لنا حالتك الباطنية بدقة وجميع ما تحس به وتعانيه, فإنا عندنا الشفاء والدواء فلا تخف من أي داء , نظرت إليهم وأنا مسترسل في الكلام واصفا لهم حالتي بالتفصيل, وبكل دقة ومرت ساعات وساعات وأنا اصف لهم حالتي, فقاطعني أحدهم أظنه أكثرهم خبرة وأوسعهم باعا قائلا: ياهذا فوالله ما رأيت مثل حالتك في حياتي, وما خبرت مثل هذا الحب والشوق طول عمري, وإني لمتأسف لما أصابك وكذا لعدم وجود الدواء الشافي, فحالتك هذه والعلم عند الخالق ليس لها غير الوصال مع من ولهت بحبه وخدمته.
نظرت خلفي إلى آثار أقدامي التي قد خلفتها عند مجيئي إليهم , فعدت عليها وأنا أقول في نفسي كيف غفلت عن دوائي الذي هو عصمة أمري, كيف أغفل عن محبوبي الذي بيده شفائي ,كيف أغفل على سيدي العيد حبيب الروح والوجدان .