نزلت يوما أطوف بالشعاب ,فأخذ مني الإعياء مأخذا فجلست أريح نفسي تحت شجرة , فأخذني التفكير حيث يقطن الحبيب فسرحت عيناي وغاب عقلي وازدادت نبضات قلبي وارتسمت صورته في مخيلتي, فأخذت أحدثه يا حبيب الفؤاد لم كل هذا الجفاء , لم أنت غائب عني وبعيد عني كل هذا البعد , إغرورقت عيناي وثقل اللسان وتقدمت نحوه طالبا المصافحة والسلام فأخذ بيدي قائلا: لا تظن يا هذا أنك منا ببعيد , إنك أقرب إلينا ونحن معك أينما تكون فهذا فضل الله تعالى علينا , وعهدنا إليكم ياأحبابنا أن لا نخذلكم يوم يفر الأخدان من أخدانهم , لكن عليكم بالصبر والثبات عليكم بالمحبة والطاعة فتلك غاية النجاة , فأفقت من سنتي فإذا بيدي ممدودة وعيناي قد ملأهما الدمع وفمي باسم ووجهي مستبشر , فقلت وأنا أسيل حبر قلمي منشدا :
طوبى لمن أحبكم سادتـــــــــي *** آمن بحبكم يوم المحشــــــــــــر
تقف الخلائق يومها شاخصـــة *** وحبيبكم سادتي في ظل العرش
فهنيئا لمن احترقت كبده بحبكم *** متكئا يومها متوسدا الفـــــــرش
أخذ مني الشوق إلى العيـــــــد *** فمن يومها سطعت لي شمـــــس
محب وذاك الحبيب المرتجى *** من كل ظلم طغى على المنـــش
فيا سيدي العيد أنت سفينتـــــي *** في بحر الدنيا ومن كل غـــــش
فلك مني ألف تحية وســــــلام *** ومن السلام الإله رب العـــرش