رأيته المسكين يبكي ذلك الذي أوقع نفسه في بحار العشق من خلال بكاءه وأنينه أحسست وتكهنت سبب تألمه دنوت منه ببطء ووضعت يدي على كتفه برفق والأخرى أمسكت يده بلطف وقلت له وأنا أمازحه علني أخفف عنه :
الحب في جناب السادة بليـــــــــة *** وبعد طول صبر نعم مقضيــــــــه
أبكي عسى أن تطفئ دموعـــــي *** حرقتي وجمر الشوق إلى خليلـــي
وأبقي على نيران غرامي لسيدي *** حتى لا تغرقني من العشق دموعي
فرفع رأسه ونظر إلي وقال أمثلي أنت في غرام سيدي العيد قلت لولا الصبر والتكتم لكنت الأول في صف المجانين إذا اصطفوا وإني والله لأغير عليه من نفسي ولأغار عليه من هبة النسمة وإني لأغار من الكتاب الذي يبقى طويلا ينظر إليه متصفحا فأتمنى مكانه, وإني لأغار وأغار ...
فتركني المسكين ورحل قائلا: ما تركت لنا ياهذا ما نتقوت به من حب , لقد توارى حبنا وراء حبك له هنيئا لك يا....