سيدي محمد الغالي الطالب الشريف الحسني
مكث مع الشيخ ثلاثين سنة في غوثيته ونال منه الاسم الأعظم وكان ممن أعطي التصّرف في الوجود ولذلك انتقل بعياله إلى الحرمين لأن الشيخ رضي الله تعالى عنه قال:"من أذن له في التصرف من أصحابي فلا يجلس في المكان الذي أنا فيه فإنه يخاف عليه" قيل له منك أومن الله قال:"من الله بلا سبب مني"، وبلغني أيضا أن هذا هوسبب انتقال الحاج علي حرازم من فاس والله تعالى أعلم، مع أن سيدي محمد الغالي هذا ذكر لشيخنا عمر أنه جاور بالحرمين لأمور منها ترصّده لظهور الإمام المهدي لعل الله يرزقه أخذ الإمام الطريقة على يديه،وكان في تلك الرحلة يفعل أشياء غريبة لأنه سلك طريق البرّ وهي مخوفة ممتلئة من اللصوص ولا يسلكها من الحجاج إلا الفقراء اللاَّبسون للمرقعات ، سلكها هو بأطفاله ونسائه وأبغاله وأمواله، وإذا تراءى مع اللصوص يتقدم القافلة على بغلته ويشير ببيده للصوص بالتّنحي فيتنحون عنه ويتركون له الطريق فارغة وربما خوفه الناس من المبيت في بعض المواضع فيبيت فيه، وبات اللصوص إليهم حتى يختلطون معهم ويأخذ الله تعالى بأبصار اللصوص عن رؤيتهم وربما تخلف عن القافلة للصلاة وكان من عادته أن يذكر صلاة الفاتح لما أغلق ثلاثين مرّة في كل سجدة وما نقصها خوفا على قافلته ولاخوفاً على نفسه،وأخبره صلى الله عليه وسلم أن من نظر إلى وجهه يغفر الله له وجاور بالحرمين إلى أن توفي رضي الله تعالى عنه ودفن بجانب أمنا خديجة بنت خويلد رضي الله تعالى عنهاسنة 1255 قال في منية المريد:
وكالشريف ذي المزايا الغالـــــــي * والسَّيد المفضّل المفضــــــــــــــــــــــــــــال