ذكر أبناء الشيخ رضي الله عنهم

ذكر أبناء الشيخ رضي الله عنهم

أبناؤه:
سيدنا محمد الكبير وسيدنا محمَّد الحبيب رضي الله تعالى عنهما ولهما أخٌ مات بفاسٍ صغيراً اسمه سيدي عبد اللّه،قال الشَّيخ رضي الله تعالى عنه:" أوصاني صلى الله عليه وسلم على ولدي سيِّدِي محمَّد الكبير وأخيه سيِّدي محمّد الحبيب وضمن لهما المعرفة بالله تعالى وضمن لهما خيراً كثيراً وضمن لهما الغنى عن النّاس".
ونظم أخونا التِّجاني بنُ بابَا في فضلهم وكراماتهم مما ذكره الشَّيخ رضي الله تعالى عنه وأكابر أصحابه نحواً من سبع مسائل أو ثمانية كما في (منية المريد) ولا علينا في إيرادها هنا قال رضي الله تعالى عنه:

وترك الشَّيخُ مـــــــــــــــــــن الأولاد * من بعده لرحمة العبــــــــــــــــــــــــــــادِ
ابنيْن منهليْن للـــــــــــــــــــــــــــوراد * كلاهما كالكوكب الــــــــــــــــــــــــــوقادِ
كِلاهما بَسق كلّ باســـــــــــــــــــــــقْ * وفاق في التحقيق كل فايــــــــــــــــــــــقْ
تراهما كفرسيْ رهــــــــــــــــــــــــان * للسَّبق في المضمار يجربـــــــــــــــــــانِ
كلاهما ضمن طه المعرفـــــــــــــــــهْ * بربِّه له فيا لها صفـــــــــــــــــــــــــــــــهْ
ولهما ضمن خيراً جمّــــــــــــــــــــــاً * مَا خاب مَن أتاهما وأمّــــــــــــــــــــــــــا
وكُل من أدرك من ذرَّيتـــــــــــــــــــه * يُعطى مقاماً ساميّاً كبغيتــــــــــــــــــــــه
على يد الرَّسول سيِّد العــــــــــــــربْ * جذباً بلا شرطٍ بدَا ولا َسبــــــــــــــــــبْ
ما لمفاتِح الكنوز خردلــــــــــــــــــــهْ * في كُورة العالم بالنسبة لـــــــــــــــــــــــهْ
في ألفِ ألفِ امرأةٍ ورجــــــــــــــــلِ * يشفعُ فردٌ من بنِي هذا الولِـــــــــــــــــــي
وَ من ضمان أحمدَ المختــَــــــــــــــارِ * لهم غناهم بهذا الــــــــــــــــــــــــــــــدّار
خادمهم تسبِّح البحـــــــــــــــــــــــــارُ * لهُ ومَا فيهَا كَذَا الأشجـــــــــــــــــــــــــارُ
ويدخُلُ الجنّةَ من حيث انتقَــــــــــــى * لأجلِ خدمةِ بني هذا المنتقَـــــــــــــــــــى

انتقلاَ من فاس بعد وفاة الشّيخ بتسعة أشهر إلى عين ماضي وتوطّنَّا بها كما كان الشيخ متوطنا بها من قبل هو وآباؤه الكرام و لما أراد الانتقال من فاس أخرجوا الشيخ رضي الله تعالى عنه من قبره وجعلوه في تابوت ليذهبوا به إلى عين ماضي فعلم بذلك أهل فاس فأخذوه منهم وأزالوا عنه الكفن الذي كان عليه وجعلوه في كفن آخر وردّوه إلى قبره، ثم غزا سيدنا محمد الكبير الأتراك السّاكنين بمعسكر والجزائر فهُزم جيشه وثبت هو ومن كان معه إلى أن استشهدوا كلهم رضي الله تعالى عنهم.
بلغني أن إخواننا السمغونيين استشهدوا جميعا في تلك الواقعة وبقيت نساؤهم بلا رجال إلى أن كبر لهن الصبيان الصغار، وقطع الأتراك رأسه رضي الله تعالى عنه وبقي معلّقاً عندهم مدّة فسلّط الله عليهم النّصارى وأخرجوهم من الجزائر وكان الشّيخ رضي الله تعالى عنه كوشف بقتلهم لولده فدعا عليهم بقوله : " الله يسدّها في وجوههم كما سدّت جزيرة الأندلس" ، فأجاب الله دعوته فما سكنها تركي بعد ذلك إلى يومنا هذا و لم يعقب سيدنا هذا ذكرا .توفي رضي الله تعالى عنه 1246 .
وأما سيدنا محمد الحبيب فقد عاش بعد الشيخ نحواً من أربعين سنةً وحجّ بيت الله الحرام ، وأخبرني سيدي ومولاي محمد بن أبي النصر رضي الله تعالى عنه أنه عمدة الإذن في الاسم الأعظم وله أبناء بقي اليوم في قيد الحياة منهم اثنان سيدنا أحمد وسيدنا محمد البشير رضي الله تعالى عن جميعهم وحشرنا في زمرتهم وتوفي رضي الله تعالى عنه بعين ماضي في شهر جمادى الثانية سنة 1269 تسع وستين ومائتين وألف ودفن مع ابنه سيدي أحمد المتوفى في حياته في قبّة واحدة.