تطلعت أنا العبد الضعيف يوما إلى خدمة الشيخ فقلت في نفسي من تكون ياهذا حتى تطلب الأعالي , من تكون حتى تقارن نفسك بالرجال , أسكن في مكانك ولا تسمو إلى ما قد تفني عمرك لأجله ولن تطاله , سكنت نفسي برهة من الزمن ثم انتفضت قائلة: كيف لا أسمو إلى أن أكون خديم السلطان مكحلا ناظري بالنظر إليه , ومريحا بالي بالوقوف على بابه وانتهاز الفرصة لتلبية أوامره , والله لو أفنيت عمري كله واقفا على بابه وكان ذلك في رضائه ورضي لفعلت ذلك ولا أبالي , إن العمر فان فان وليس أفضل من فنائه في خدمة الشيخ الذي في محبته أعاني , وفي طلب رضاه أشق المفاوز دون تقاعس ولا تردد.
وليس مطلبي من كل هذا وذاك سوى أن يرضى عني خليفة الزمان حبيب الفؤاد سيدي العيد , فهل عساه يرضى عني ويرضاني .