قال لي يوما ما خاطر من الخواطر لم تتعب نفسك وترهق تفكيرك وتكاد تعمي عينيك من غزارة هطول الدموع , أنظر إلى خدودك قد ارتسم فيهما خطان نقشهما سيلان الدمع لم كل هذا الشرود لم كل هذه الحرقة والشوق , فانتفضت على خاطري ذاك ثائرا قائلا: أصمت عني واتركني في حال سبيلي أنت خاطر شيطاني فأعوذ بالله منك , أنت ياهذا لا تدري عمن تتحدث وتكثر في اللائمة علي , إن القلوب هي مركز انبعاث الحب بعد ولادته فيها , وهي بيد خالقها يقلبها كيف شاء فالحمد له لأنه قلب قلبي على محبة هذا الشيخ الذي سبى عقلي وأخذ بقلبي واستأثر بتفكيري وإن للأرواح تذوق أسمى وأعلى من العسل فمن آثره الله تعالى بذلك التذوق وأحس به فقد نال مناه , ووضع يده على مبتغاه وهو تذوق يأتي من فضل الله .
ثم سكن غضبي وهدأت ثورتي وأخذت صورة المحبوب انظر إليها ورجعت إلى حالتي تلك الحالة التي قاطعني فيها خاطري.